كيف تسال عن الراتب خلال الانترفيو لوظيفة ما
لا يمكنك المُضي في أي مقابلة عمل دون الحديث عن الراتب الذي يُخطط صاحب العمل دفعه لك في حال تم قبولك لهذه الوظيفةاذا كنت تريد مثالا واضحا للأمر، تخيل نفسك مكان عامل السباكة أو دهانات المنازل، فلن يأتي السباك الى صاحب المنزل ويقوم بتفقد جميع أركان المنزل دون الحديث عن تكاليف التصليحات أو التركيبات الاضافية في هذا المنزل، ببساطة سيُخبر صاحب المنزل أن هذا الأمر سيُكلفك ألف دينار على سبيل المثال. أو سيتحدث صاحب المنزل عن الأمر سائلا، كم ستُكلفني هذه التصليحات.
في النهاية لا يمكن اللف والدوران كثيرا حول هذا الأمر على أهميته دون التطرق له، آملا أن تتحسن الأمور وأن يدفع لك صاحب العمل ما تحلم به، فالمشاكل يا سيدي لا تحُل نفسها بنفسها.
أما اذا أردنا أن ننظر الى الأمر بنظرة أكثر عمقا، فسنجد أن الخوف يُشكل العامل الأكبر الذي يمنع الجميع من التطرق للموضوع أمام لجنة المقابلات، فنحن عادة ما نتجنب التطرق لأمر النقود خوفا مما قد يظنه الآخرون بنا، أو أن نظهر في صورة الماديين الذين لا يفكرون الا في النقود، أو أن نسقط ببساطة من أعين من يقابلوننا وبالتالي خسارة الوظيفة بكل تأكيد.
حسن، إليك الأمر …اذا كنت حقا تلقي بالا لما قد يظنه الآخرون بك أو أن صورتك الوردية أو حتى الحديدية قد تتأثر لمجرد طرحك للموضوع، فأنا أدعوك أن تُغير طريقة تفكيرك، فلا داعي للخوف أو الخجل من ذكر أمر النقود أو الراتب الشهري، لأنه لا يوجد أحد في لجنة المقابلات يعمل بلا أجر، ولا يوجد أحد في العالم يعمل بلا أجر، فلما ستكون أنت الوحيد الذي سيعمل بلا أجر.
أما من جهة أخرى وهي الأهم، وإن حقا شعرت بأن أعضاء اللجنة بدأوا في التململ من سؤالك عن الراتب أو قيمته أو أي حوافز أو مزايا أخرى … هنا تبدأ الوصية: أنصحك ألا تتراجع عن سؤالك وألا تشعر بأي ضيق أو حرج، بل أصِر على سؤالك لإحراج هذه اللجنة أكثر وأكثر واضعا في حسابك أن هذه الشركة لا تحترم نفسها البتة وهذا يرجع لسببين:
- أن ما قررته هذه الشركة من أجر لهذه الوظيفة على أغلب الظن أنه شيء مُحرج لضآلته.
- أو أن هذه الشركة ستقوم بإستغلالك أبشع استغلال تحت مسمى “أجر مرتفع” مثل العمل لساعات اضافية مجانا، أو في أوقات الاجازات والعطل الرسمية. واذا ما طالبت بحقك يوما فستظهر بمظهر الموظف المادي.
فقط اسأل نفسك لما تريد أن تعمل مع هكذا نوع من الناس ؟؟!
في نفس السياق اذا سألك أحد أعضاء لجنة المقابلة، كم كنت تتقاضى راتبا في وظيفتك السابقة فلا تتسرع بالاجابة، ولكن أخبره أنك بصدد البحث عن وظائف براتب كذا وكذا، دون الحديث عما كنت تتقاضاه سابقا، فهذا ليس من شأنهم.
كلما ازدادت خبرتك العملية كلما استطعت أن تفرض شروطك في المقابلات التالية، وكلما تكسر حاجز الخوف أو الخجل لديك، فقط تذكر أن لا أحد يعمل مجانا ولا ينبغي له كذلك. وتذكر أيضا أن كسر بعض قواعد اللعبة أثناء المقابلات هو أمر لا يضر، لكن استخدمه بحذر.
تعليقات: 0
إرسال تعليق